العمل الإغاثي قبل وصول الاشتباكات
تشكيل لجنة إغاثة للرعايا المسيحية المتضررة- حمص:
تمّ بقرار من راعي الأبرشية تشكيل لجنة إغاثة منبثقة عن مجلس الأبرشية لمساعدة الحاجات المتنامية لأهالينا في حمص، النازحين منهم إلى مدينة حلب والمقيمين داخل حمص، كما والنازحين منهم إلى قرى الجوار في مرمريتا وتوابعها ومشتى الحلو والقرى المجاورة لها، وقد توزع عمل اللجنة إلى ثلاثة أقسام:
A. مساعدة المهجرين إلى حلب:
1. دعم العائلات الحمصية المتواجدة في مدينة حلب واستئجار أو دعم الإيجار.
2. تأمين مواد غذائية توزع للعائلات في حصص غذائية.
3. تأمين مساعدات طبية للأمراض المزمنة.
B. مساعدة الموجودين داخل حمص:
بعد مباركة راعي الأبرشية المطران جورج و توجيهه تمّ، بالتنسيق مع الآباء الكهنة وخصيصاً الأب بطرس جمل والأب مكسيم جمل، تقديم مواد عينية كأغذية، لوازم فرش، لوازم للأطفال، ملابس، كما ومجموعة مواد طبية. كما شمل دعم مادي مباشر بمبالغ نقدية قُدِّمَت للعائلات المنكوبة في المناطق الساخنة.
C. مساعدة المهجرين إلى وادي النصارى:
تمّ تأمين مساعدات مادية وعينية للمناطق التي اكتظت بالمهجّرين وخصوصاً مرمريتا عن طريق سيادة الأسقف ايليا طعمة.
واقع المدينة وتأثيراته على التجمعات المسيحية ورعايانا فيها
1. فقدان الأمان وانقطاع الطرقات:
عاشت مدينة حلب حالة من التراجع والحذر منذ بداية الأحداث، منذ حوالي سنة ونصف، وبدأت تظهر بعض الانفجارات وغاب عنصر الأمان خاصة على الطرقات، مما اضطرنا الى نقل موقع "المدرسة" إلى مبنى كنيسة مار الياس بشكل مؤقت، وإلى نقصان كبير في عدد طلابها، ثم ومع تفاقم الحالة الأمنية تمّ إيقاف دوام المدرسة بالكامل حرصاً على سلامة الأطفال.
2. اندلاع الاشتباكات المسلحة في المدينة:
منذ حوالي ثلاثة أشهر ونيف اندلعت الاشتباكات في محيط المدينة من جهاتها الأربع، بعد أن التهب ريفها، كما اقتربت المظاهر المسلحة من المناطق المركزية المكتظة بالسكان، مما أدى إلى نزوح أهالي هذه المناطق بالكلية. استقر النازحون في المدارس والسكن الجامعي والحدائق العامة، أو في منازل عائلات مقربة لهم. حيث تقدِّر التقارير الأولية وجود أكثر من 250 مدرسة استقر فيها النازحون، وتستوعب كل مدرسة بين 400 - 500 شخص تقريباً. أما في السكن الجامعي فيقدر عددهم ب35 ألف نازح.
3. وصول الاشتباكات إلى منطقة الجديدة:
قرابة نهاية شهر آب دخلت الاشتباكات إلى حي "الجديدة" في مدينة حلب القديمة حيث مركز المطرانية وأكثر أوقافها وكنيسة السيدة وبيوت الكهنة، مما أدى إلى إغلاق دار المطرانية القديمة، التي كانت تستخدم لسكن الكهنة وبعض الطلاب المستضافين، بعد أن سقطت فيها قذيفة أدت إلى دمار الجناح الغربي وتكسر النوافذ والأبواب في أنحائها الأخرى، كما سقطت قذيفة أخرى في كنيسة السيدة أدت إلى دمار في الهيكل الداخلي واحتراق ودمار لوحة الكهرباء بالكامل عدا عن تكسر الزجاجيات والنوافذ، وكذلك اضطر الكهنة لمغادرة منازلهم بعد تعرض الحي للقذائف وانقطاع الماء والكهرباء. أمّنا حراسة الكنائس ورحّلنا النفائس والأيقونات الحلبية ومحتوى المتحف والمخطوطات إلى أماكن آمنة. كما تعرضت الكثير من المحال التجارية في المنطقة، والتي من ضمنها أغلب أوقاف الأبرشية، إلى الإصابات المباشرة بالقذائف أو التخريب.
4. نزوح عائلاتنا من حي "الميدان":
في منتصف أيلول دخلت الاشتباكات حي "الميدان" مما أدى إلى نزوح أهالي هذه المناطق بالكلية. البعض غادر إلى المناطق والمدن الساحلية وإلى القرى في إدلب، كالجديدة واليعقوبية، آخرون ذهبوا إلى منازل عائلات مقربة لهم في مناطق أخرى في حلب، وخصوصاً السليمانية والسريان، والقسم الآخر لجأ إلى مراكز الإيواء في الكنائس.
5. السنة الدراسية:
بدأت السنة الدراسية رسمياً في الخامس عشر من شهر أيلول في سوريا، لكن في حلب لم تفتح المدارس أبوابها بسبب الأوضاع الأمنية. وبحسب التقارير فإن أكثر من 70% من مدارس المدينة لم تبدأ دوامها لأسباب تتلخص بـ وقوع تلك المدارس في دائرة الاشتباكات، وانعدام المواصلات والمدارس التي آوت نازحين والتي يزيد عددها على 250 مدرسة.
واقع الرعاية والإغاثة اليوم
ابتداءً من نهار الخميس 27 أيلول ازدادت حدة الاشتباكات في كل أنحاء المدينة، وبدأت القذائف تنهمر بشكل عشوائي على المدينة. يسبب هذا الكثير من الجرحى بين أبنائنا، وللأسف وفيات لأبناء من رعايانا، دون أن يكون لهم أي نشاط ميداني. كما أنه سبب تدمير عدد كبير من البيوت والمحال التجارية لأبناء المنطقة وأكثرهم من أبنائنا.
واقع الرعاية: تجند إكليروس أبرشية حلب لخدمة من تبقى من العائلات في حاجاتهم الروحية والمادية. تمّ إغلاق ثلاث كنائس، إذ يتعذر الوصول إليها، وكونها تضررت أضراراً مباشرة. بقيت كنيستان في الخدمة، حضور المؤمنين فيها جيد، أقل من العادي بقليل، رغم مخاطر الظروف الأمنية والتنقل في الطرقات، حيث بقيت الكنيسة العزاء الوحيد. تحول العمل الرعوي إلى عمل إغاثي بالمطلق، وتوزع العمل الإغاثي في النواحي التالية:
1. لجنة إغاثة مسكونية: قام مجلس رؤساء الطوائف في حلب بإنشاء لجنة إغاثة مشتركة وانتخب المطران بولس يازجي رئيساً لها، مهمتها التنسيق بين الكنائس في أعمال الإغاثة وإنشاء شبكة تواصل للمساعدة عند الحاجة. حيث قامت كل طائفة بتحديد مراكز الإغاثة التابعة لها وما تقدمه من خدمات، كما وتمّ افتتاح مكتب لهذه اللجنة، بدوام يومي، في كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس ليكون مركزاً للتواصل والاستعلام بين كل مراكز الإغاثة التابعة لجميع الطوائف.
2. لجنة إغاثة أبرشية: تشكلت لجنة للإغاثة في الأبرشية، وقامت بدراسة واقع النزوح لأبنائنا وإمكانيات المساعدة، فتقرر تأسيس ثلاثة مراكز، الأول في حي الفيلات، والثاني في حي السريان الجديدة ، أما الثالث ففي مستوصف جمعية "نور الإحسان". كما تمّ تدارس تقديم المعونات للأسر التي نزحت من منازلها داخل حلب ويقدّر عددها ب 500 أسرة حالياً. قامت لجنة الإغاثة بتأمين استقبال أعداد النازحين القادمين، على الأخص، من منطقة "الميدان". تمّ إيواء النازحين في صالات وأديرة الأبرشية.
تمّت دعوة مجالس رعايا المناطق المتضررة مع كهنتها لإجراء مسح ميداني لأحوال النزوح وحاجات أبنائنا. وبعد دراسة الواقع تبيّن أنه في منطقة "الميدان" فقط غادرت المدينة 250 عائلة تقريباً متوجهة إلى المناطق الساحلية أو إلى قرى إدلب، فيما 250 عائلة نزحوا داخل حلب إلى منازل أقربائهم، ولجأت حوالي ال 100 عائلة إلى المطرانية.
القسم الأكبر من العائلات التي بقيت داخل المدينة تلجأ إلى المطرانية طلباً للغذاء. قامت لجنة الإغاثة بدراسة الحالات مع الآباء الكهنة ومجالس الرعايا، ويتمّ توزيع حصص غذائية للعائلات المحتاجة، إضافة إلى 500 عائلة تقدّم لها المساعدات شهرياً عن طريق اللجان الخيرية في الأبرشية.
ساعدت اللجنة تسعة مدرسة تؤوي النازحين من المناطق المهدمة حتى تاريخه. تمّ في أربع منها توزيع الحصص الغذائية والصحية والأطفال، وفي اثنتين أخريين توزيع حصص صحية وأطفال، كما تمّت زيارة ثلاثة مدارس أخرى والإطلاع على العمل فيها، وقام شباب من كشاف وتعليم كنيسة النبي الياس للروم الأرثوذكس خلال أيام محددة من شهر رمضان الكريم بتقديم مساعدات عينية وخبرات في مجال إرشاد الأطفال.
كانت منظمة IOCCقد افتتحت في حلب منذ أربع سنوات مكتباً لمساعدة اللاجئين العراقيين، والآن، بعد بركة صاحب الغبطة وإدارة المنظمة، تمّ تحويل قسم من المساعدات إلى عمليات النزوح في حلب عن طريق دائرة العلاقات المسكونية في البطريركية. قدمت المساعدة ب 20 ألف دولار بها، وزعتْ حسب طلب المنظمة، بنسبة 40% إلى الجهات العامة، ونسبة 60% تمّ إضافتها إلى أعمال لجنة الإغاثة في أبرشية حلب لأبنائنا. كما حوّل مكتب الإغاثة في البطريركية مبلغ مليون ليرة سورية عند أحداث "الميدان" تضاف إلى أعمال لجنة الإغاثة في حلب وتُصرف لإعالة المهجرين.
3. الواقع الوقفي: تقع أهم أوقاف الأبرشية في الأحياء المغلقة الآن، وهكذا توقف تحصيل أي إيجار، وانقطعت الإيرادات الأهم للأبرشية، ناهيك عن تعرضها للأضرار المادية مما يصعب استثمارها في المستقبل أيضاً. كما تقلصت التبرعات بشكل كبير بسبب مغادرة العائلات الميسورة للمدينة.
ارتفعت أسعار المواد الأساسية (مازوت، بنزين، غاز، ماء،...) ارتفاعاً كبيراً وصل إلى ستة أضعاف، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وذلك بسبب إغلاق عام في المدينة، وبات تأمين هذه المواد تحت رحمة السوق الحرة.
4. توقف الحركة في المدينة: حركة المدينة مشلولة بالكلية، الأسواق مغلقة بشكل شبه تام. وكذلك الدوائر الحكومية، التي تعود الآن ببطء وبشكل جزئي للعمل وتحت الخطر. الطرقات خطرة ليل نهار، الأمر الذي يجعل التواصل شبه معدوم وتتأثر بذلك الرعاية. مازالت حركة الدوام في المدارس ضعيفة رغم جميع المحاولات، وأغلقت المدارس الخاصة الكبرى للسنة الدراسية الجارية كال (Icarda)، (Ecole Francaise)، وانخفض عدد طلاب المدارس الهامة الأخرى.
5. الهجرة: بسبب طول الفترة المضطربة، وتوقف المدينة، وحرق العديد من المعامل والأسواق، والتهاب المناطق الصناعية كلها والأسواق الأساسية في المدينة، كما وزيادة حالات الخطف،... غادرت أغلب عائلاتنا القادرة على العيش خارج حلب، إلى ريف سورية ومدنها، ثم إلى لبنان، ثم إلى أوروبا، والأميركيات خاصة. نصف الأحياء التي يتواجد فيها أغلب أبنائنا فارغة اليوم، ولم يعد الناس إلى بيوتهم رغم بدء العام الدراسي والجامعي! غادرت العائلات الميسورة، وبقيت العائلات المتوسطة والفقيرة، في ظرف استثنائي من البطالة والغلاء.
6. البطالة: بلغت نسبة البطالة في المدينة أرقاماً كبيرة جداً بسبب توقف الأعمال بشكل جزئي لمدة عام ونصف وبشكل كلي لمدة ثلاثة أشهر ونصف. كما أدى ارتفاع الأسعار الكبير ونقص المواد، إضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء، إلى صعوبة في تأمين المستلزمات الضرورية للحاجات اليومية للسكان. تقوم المطرانية، إضافة إلى أعمال الإغاثة، بتوزيع المعونات بشكل دوري ل 500 عائلة الآن، توزع لها المعونات الغذائية والصحية والملابس وغيرها من الضروريات، إضافة إلى مبالغ نقدية كمساعدات مادية مباشرة لتأمين الحاجات الضرورية الأخرى كالخبز وغيرها، كما والأدوية.
7. الحوادث: قامت المطرانية بمساعدة الكثير من العائلات التي تهدمت منازلها أو محالها التجارية بفعل إصابات مباشرة للقذائف وذلك بمبالغ نقدية مباشرة، إضافة إلى مساعدة بمبالغ نقدية لعائلات تعرض أحد أفرادها لإصابات بالرصاص أو شظايا القذائف. وتساعد في الكلف الباهظة للعمليات بسبب اعتذار الكثير من المشافي الحكومية المجانية عن استقبال الحالات وتحويلها إلى المشافي الخاصة.
الحاجات
أدت الأحداث الجارية في حلب إلى:
1. انقطاع مصادر التمويل: اعتمدت لجنة الإغاثة المشكّلة للمساعدة في أحداث حمص على التبرعات بشكل رئيسي من أبناء الأبرشية الميسوري الحال، لكن عند بدء الاشتباكات في حلب غادرت المدينة أغلبية هذه العائلات مما أدى إلى انعدام المساعدات والتبرعات لأجل القيام بالعمل الإغاثي في مدينة حلب.
2. زيادة كبيرة في أعداد العائلات المتضررة: توسعت رقعة الأحداث لتشمل المناطق التي يقطنها أبناؤنا، مما أدى إلى نزوح جماعي وضغط كبير على مراكز الإغاثة ونقص كبير في مواد الإغاثة، والأعداد في تزايد مضطرد. فالسواد الأكبر من أبناء الأبرشية في عوز حالياً وحاجاتهم متنامية باستمرار.
3. توقف إيرادات الأبرشية: مع توسع رقعة الأحداث في المدينة وامتدادها إلى منطقة الجديدة فإن أغلب أوقاف الأبرشية، جميع المحال والمطاعم إضافة إلى المطرانية القديمة وبيوت الكهنة، توقفت عن العمل وهذا ما سبب توقف الإيرادات المادية بشكل كليّ.
4. تأزم الواقع: بسبب طول فترة استمرار الواقع الحالي، فإن لدى راعي الأبرشية ومجلسها الأبرشي قلق من الوقوع في عجز مالي، فالأرقام المصروفة في أعمال الإغاثة توازي ميزانية الأبرشية.
أما الحاجات الرئيسية ضمن العمل الإغاثي فتتوزع على الأبواب التالية:
a) دعم مادي: هناك حاجات لمبالغ مادية مباشرة ضمن الظروف التالية:
1. بيوت متضررة: نتيجة السرقة أو الأعمال التخريبية أو الإصابات بقذائف.
2. جرحى العمليات: نتيجة الإصابات الناجمة عن الظروف الراهنة وارتفاع تكاليف الاستطباب في المشافي المتخصصة بمعالجة حالات إصابات معينة، أو الأمراض الناجمة عن الظروف الصحية السيئة.
3. النزوح: المساعدة في إيجارات أماكن سكن للنازحين بسبب الأحداث.
b) إغاثة: هناك حاجات متزايدة بسبب الظروف الميدانية تتوزع فيما يلي:
1. طعام: للعائلات التي نزحت عن منازلها، والعائلات الفقيرة التي فقدت من يعيلها أو تواجه حالات البطالة بسبب توقف الأعمال بالكلية في المدينة.
2. فرش: للعائلات التي لجأت إلى بيوت أقربائها، إضافة إلى مراكز الإغاثة التي تؤوي العائلات التي نزحت قسرياً عن منازلها.
3. ملابس: بسبب حالات الفقر نتيجة الهرب الاضطراري من المناطق الساخنة، وفي مراكز الإغاثة. كما وأغراض مدرسية لمتابعة الدروس.
4. أدوات إسعافية: وخاصة للمراكز الإسعافية في الأبرشية وعددها ثلاثة مراكز لإسعاف الحالات التي لم تتمكن من اللجوء إلى المشافي أو قبل انتقالها إلى المشافي، أو النازحة والمقيمة في المركز، وتتوزع الحاجات الإسعافية ضمن شقين:
· تجهيزات إسعافية: عدة خياطة وأكسيجين ومعالجة حروق... إلخ
· أدوية: للأمراض المزمنة للحالات في مراكز الإغاثة وأدوية لحالات الإصابات... إلخ