2013-01-23 12:14:42
جاءنا يوحنا العاشر راع لخراف انطاكية وكأني به يحاكي الاصحاح العاشر من انجيل يوحنا الذي يكلمنا عن الراعيالصالح الذي تعرف الخراف صوته. عرفته عن كثب مطراناً لأوروبا. اختبرنا سوية نعمة التناغم والاختلاف، فكان لقاء فيالعمق، وفي حب خدمة الكنيسة. ضرب له الروح القدس موعداً اليوم مع التاريخ المتحرك. انتخابه رسالة نور في ظلاميةالمرحلة ورجاء انبعاث لانطاكية متجددة. لم تطل عملية انتخابه ولم تتعقد، بل تمت بسلام وبساطة، دون ابطاء أو تسرع ولميغب عنها هم الوحدة الكنسية. ربما أدرك اباء المجمع بالعمق، خطورة الوضع وضرورة الجهوزية لجبه التحديات فالكنيسة على المحك، ان لم تحرك المياه الراكدة بذكاء كنسي لنعود فعل ربط وجمع وريادة في الشرق. في الكنيسة اليوم تناقضاتوتناغم، تجليات وترهل، صفاء وتساؤلات، وتراكمات كثيرة. البطريرك الجديد الذي اختبر الغرب والشرق، يدرك تماماًالتحديات وان العالم يتحول من حولنا، شرقاً وغرباً، جذرياً وبسرعة. العولمة، وفيها الايجابيات والسلبيات، غزت كل مكان.المادية "التقدمية" تخضع كل القيم والمقاييس للتغيير والمساءلة. المشرق العربي يتخبط ويعيش مرحلة تحول كبيرة. احداثمتلاحقة واستثنائية تتطلب كلها قراءة نقدية وتظهير رؤية وخطة طريق كنسية استثنائية، لنكون كأرثوذكس فاعلين فيها، لا متفرجين مفعولا بهم.
خمسة تحديات كنسية ووطنية كبرى هي أمامنا على قدر من الأهمية لنرتقي من معالجة "الحفاظ على الوجود" الى"الحضور الفاعل". تحدي البشارة والرعاية المتجددة أولا، لكي تكون الكنيسة حالة ايمانية ديناميكية تحاكي الانسان المعاصروالحداثة بلغة الايمان الحي، لا حالة ثقافية اجتماعية تذكرية تحيي تقاليد لا تدرك الاجيال الناشئة معناها الروحي. الإنجيلراديكالية روحية يجب ان تتمركز بذكاء في المجتمع لتبنيه، والا أمست ايديولوجية دهرية معرضة للسقوط. ثم، ثانية، تحديالوحدة الانطاكية التي لا نريدها عنواناً فحسب بل اطرأ فعلية للتعاضد والتنسيق والعمل المشترك بين الأبرشيات فيجب ان تعي انها اعضاء لجسد واحد. ثم لا بد من ترجيح منطق "الخدمة" في الكنيسة على منطق "السلطة" فليست الكنيسة "هرما" سلطويافيه رأس وقاعدة، رئيس ومرؤوس، مقرر ومنفذون انها شركة
مؤمنين يتحلقون "كحلقة دائرية" تشاورية مجمعية كدوائر مواهب، حول بطريركهم والاساقفة في وسطهم، يتشاركونصنع واقعهم ومستقبلهم الكنسي. تماما كما وقف المسيح وسط التلاميذ بعد قيامته.
أما التحدي الرابع، فهو المأسسة الكنسية الصحيحة، من قوانين ودوائر عمل وورش بحث وتخطيط واطر خدماتوتعاضد، واطلاق لديناميكية المؤتمر الارثوذكسي الانطاكي الموسع الخ، ليكون العمل الكنسي منسقا ومنهجيا وشفافا وجامعا،فتكون حينئذ المبادرة في يد الكنيسة بدل ان تكون في يد افراد وجمعيات ارثوذكسية لها اهدافها. نهاية، لا بد من ابعاد الكنيسةعن التسي س وجعلها مكان التلاقي والحوار والمبادرة لتدعيم اللحمة والشراكة الوطنية في مجتمعاتنا المشرقية، فنعملكأرثوذكس لنخرجها من منطق الطائفية والاقلوية والتقوقع الى منطق الانفتاح والمواطنة ودولة القانون والحريات والمساواة.
تحديات تتطلب كلها، نهاية، مخاطبة اعلامية كنسية لعالم اليوم، عالم الصلة والاتصال، بلغة مدروسة وعصرية فتكونترجمة لقول يوحنا الانجيلي، شفيع السيد البطريرك، "تعال وانظر".
المبادرة اليوم، وفي كل يوم، في يد البطريرك فهو في كنيستنا الاسقف الاول بين متساوين، نقطة تظهير الوحدة، والتقاءالجميع، والشورى وانطلاق التوثب. وهو عنوان الشمولية الجامعة، فهو يلبس وحده، رمزا لها، ايقونتي صدر وصليب. فهيا يايوحنا العاشر، انت المختار والمصطفى، لتكون أنت الاب، والامام والملهم والمدبر والمحرك والمسهل بين ارثوذكس انطاكيةومع محيطهم، وبين الكنائس الارثوذكسية و مع بقية المسيحيين والاديان الاخرى ومجتمع عالم اليوم. فأنت على ميعاد معالتاريخ في كنيسة انطاكية ومع وجه الرب فيها، ومنها الى اقاصي الارض.
Δεν υπάρχουν σχόλια:
Δημοσίευση σχολίου